رسالة ماچستير لنيافة الأنبا ميخائيل
سيامة القس ميخائيل حكيم
مقدمة
عيد الميلاد المجيد هو العيد السيدى الثاني من حيث الترتيب.
إن السيد المسيح ليس إنسانًا عاديًا لم يستمد وجوده من ميلاده ولكنه موجود قبلًا. ميلاد أي إنسان عادى نلاحظ أن يوم 30 كيهك كل القراءات عن لاهوت السيد المسيح. (الإنجيل) "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله" شهادة عن لاهوت السيد المسيح وأنه موجود منذ الأزل وإلى الأبد. لذلك في ميلاد الرب حدثت أمور لا يمكن أن تحدث مع أي شخص آخر، مثل:
1. الأقمطة:
بدلًا من الأقمشة، لا يوجد طفل يقمط وعملية التقميط معناها لف المولود بقطعه رفيعة من القماش وليس كثوب وهذه كانت العلامة، تجدون طفلًا مقمطًا مضجعًا في مزود، هذه كانت علامة للرعاة.
2. الوضع في تبن في مزود للبقر:
لا يمكن أن يحدث هذا مع طفل مولود إنما هذا رمز ودلالة.
+ الأقمطة والوضع في تبن في مزود للبقر، الدلالة هذا ما كان يحدث مع الحملان المولودة في قطيع الذبائح، حدث هذا مع السيد المسيح كحمل وذبيحة. وقيل هذا الكلام للرعاة العلامة للرعاة لأنهم كانوا يفعلوا هذا مع الحملان الصغار. لذلك كانت للطفل يسوع كحمل، حمل الله الذي يحمل خطايا العالم.
ويلاحظ وجود علاقة بين الحمل كذبيحة ترمز لذبيحة السيد المسيح قبل مجيئه، والتبن الذي يخرج من الحنطة والحنطة الآن هي الذبيحة والقربان الذي يتحول لجسد الرب. هناك علاقة بين الحمل والتبن فالحمل كان هو الذبيحة قديمًا والآن الذبيحة هي الحمل لكنها القربانة التي تتحول إلى جسد الرب. إذًا كان يحدث هذا كرمز للذي سيحدث مع المسيح والذي سيحدث بعد قيامته وصعوده كذبيحة دائمة موجودة في الكنيسة. وهذا هو دقة الرمز ما كان يحدث هو رمز ما يحدث الآن.
إذًا السيد المسيح لم يكن مولود لكي يوجد كشخص على الأرض لكنه كان مولود لرسالة، هو موجود من قبل لكنه تجسد لكي يقدم لنا فداءًا كذبيح من أجلنا.
إذًا الملاحظة الأولى:
الرب يسوع ولد كطفل من عذراء لكي يقدم فداءًا أبديًا للبشر كذبيحة وحمل يفدى العالم وينتفع منه من آمن به ومارس الأسرار المقدسة.
الملاحظة الثانية:
+ لماذا وُلد في الشتاء بل في أكثر أوقات السنة برودة؟
نحن نعلم أن أقصر يوم في السنة يوم 23 ديسمبر، تقريبًا يوم 11 أو 12 كيهك أي قلب الشتاء وعز البرودة والجبال تُغطى بالثلوج في منطقة فلسطين.
ليحقق النبوة التي قالها إشعياء النبي "الشعب الجالس في الظلمة وظلال الموت أبصر نورًا عظيمًا". لذلك ولد في الظلمة دليل سيطرة الخطية وفي أشد الأيام برودة لأن البرد هو دليل لظل الموت. لذلك نسهر في ليالي كيهك منتظرين إشراقة الفجر ومع أول شعاع يكون المسيح على المذبح في القداس الإلهي. ندخل والظلمة قائمة ونخرج في النور الذي أشرق. حتى موسى عبر البحر الأحمر بدأ العبور في الظلام ووصلوا في النور. لذلك نحتفل بعيد الميلاد ليلًا، ووسط البرودة.
الخلاصة:
موعد الولادة كان مرتبط بالنبوة، التي قيلت عن ميلاد الرب ظلمة وبرد، لذلك نسهر في البرد طول الليل إشارة لانتظار البشرية خمسة ألاف وخمسمائة سنة.
إذا سأل أحد لماذا نسهر أربعة سهرات خلال شهر كيهك وقبل ميلاد السيد المسيح؟
لوجود أربعة مناسبات ضرورية قبل الاحتفال بميلاد الرب وهي:
- البشارة بميلاد يوحنا المعمدان.
- شارة بميلاد الرب يسوع.
- زيارة العذراء لأليصابات والتقاء الاثنين وهما في بطنين الأمين.
- ميلاد يوحنا المعمدان ثم ميلاد السيد المسيح.
يلاحظ أن الأحداث بدأت بيوحنا المعمدان كمثال للبشرية الجديدة التي تقدم المسيح للعالم.
إذا هل هناك إثبات يفيد أن السيد المسيح ولد ليلًا؟
(لوقا 2: 8-10) "أن الملاك بشر الرعاة وهم ساهرون وقال رعاه يحرسون حراسات الليل على رعيتهم"، "وإذا ملاك الرب وقف بهم وبشرهم" هذه في لحظات الولادة، لذلك قرر مجمع نيقية الاحتفال بعيد الميلاد ليلًا وفيه تحقيق لما سبق القول عنه الرب أشرق وسط الظلمة. (القانون عشرين في المجموع الصفوي ج176، ج 198).
وحتى في قوانين الرسل يقول يُحتفل بميلاد الرب في اليوم الخامس والعشرون من الشهر التاسع للعبرانيين الموافق 29 من الشهر الرابع للمصريين أي كيهك، لا تشتغلوا في يوم ميلاد المسيح لأن النعمة أُعطيت للبشر في ذلك اليوم. وهكذا أقوال القديس باسيليوس وحتى كتب البروتستانت مثل كتاب ريحانة النفوس وغيره تشهد بهذا.
البُعد اللاهوتى للعيد
- الكتاب المقدس يشهد أن المولود الابن الكلمة المتجسد فمنذ البشارة يقول المولود منك يُدعى قدوس (لو 1: 35).
- (يو 1: 1) "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله.." شهادة واضحة.
- (1 تيمو 3: 16) "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد".
- (لو 1: 42-43) شهادة أليصابات حين قالت "من أين لي هذا أن تأتى أم ربى إلى؟!".
- (لو 2: 10-12) في بشارة الملاك للرعاة "ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب".
- (مت 1: 20-21) شهد الملاك ليوسف النجار في حلم وقال له "الذي حبل به فيها من الروح القدس فستلد ابنًا وتسميه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم".
- (مت 1: 23) "تحبل ولد ابنًا ويسمونه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا".
ما حقيقة النجم؟
(ذهبي الفم) يؤكد أن النجم هو قوة ملائكية ظهرت في هذه الصورة لتحقيق نبوات دانيال النبي التي تركها في بلاد فارس وتناقلها كبير المجوس زرادوشت.
- مسار النجم العادي يسير من الشرق إلى الغرب، عكس النجم الذي ظهر للمجوس كان يسير من الشمال إلى اليمين من إيران إلى فلسطين.
- كان يظهر نهارًا ويختفي ليلًا.
- لا يتحرك إلا مع تحرك المجوس.
- كان أقوى من الشمس في ضوئه.
- كان قريبًا من الأرض أكثر من بقية النجوم.
- في اختفائه في أورشليم كان لحكمة لكي يعلم هيرودس ورؤساء الكهنة وكتبة الشعب.
وحدث هذا كله ليعلن الرب في مولده أنه مسيح العالم كله وليس لليهود فقط لذلك نقرأ هذه القصة ليلة العيد (أحداث الرعاة والميلاد..) تقرأ في البرمون صباحًا لكن مساءًا تقرأ قصة المجوس.
حتى السيد المسيح عندما قال يجيئون من المشارق والمغارب ويتكئون في حضن إبراهيم هذا حدث في مولده فعلًا، عينة جديدة غير اليهود وربنا سمع أن دانيال يُسبى في بلاد فارس لكي يترك لهم هذه النبوة وزرادوشت يسلمها للأجيال التي تليه. إذًا حقق السيد المسيح المطلوب من الفادي.
أهمية البعد اللاهوتي في ميلاد الرب:
- ليس مخلص إلا الرب (إشعياء 43) "أنا أنا هو الرب وليس غيري مخلص".
- لكي يكون إنسانًا غير محدود لكي يوفى الدين غير المحدود للخطية غير المحدودة لأنها موجهه ضد الله غير المحدود. (هذه تخضع لنظرية الخطية تأخذ حجم المُخطئ إليه).
- لكي يكون بلا خطية يحمل خطايا العالم ولا يوجد أحد بلا خطية إلا الله وحده لذلك قيل شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها. ولأن الخاطئ إنسان تجسد الرب وأخذ طبيعتنا ليتبنى قضيتنا.
- لأن موت الإنسان بسبب الخطية ضد كرامة الله وضد رحمته فالله خلقه لكي يحيا فكيف يموت! لذلك أتى الرب متجسدًا ليهبنا الحياة بموته.
- كان لا يمكن المسامحة لآدم بدون إيفاء العدل لأنه ضد العدل الإلهي.
- حتى لو اعتذر آدم عن خطأه لكن طبيعته قد فسدت لذلك أخذ الرب طبيعتنا ليموت بها ويعطينا الحياة الجديدة بقيامته فننال الحياة الأبدية.
- شمولية الخلاص المقدم ليكفى العالم كله استلزم أن يكون الفادي هو الله الذي يستطيع أن يقدم كفارة عن الجميع. "لو علموا لما صلبوا رب المجد" (1 كو 2: 8)
(أع 2: 14) "رئيس الحياة قتلتموه"
(أع 20: 28) "لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه" يفيد أن الله تجسد.
لماذا ولد في بيت لحم؟
- لأنها بيت الخبز "الرب جاء خبزًا حيًا لنحيا به".
- لأنها مركز سبط يهوذا، سبط المُلك، لأن المسيح أتى ليعيد ملكية الله على الإنسان.
- مدينة داود الذي قتل جلياط رمز الشيطان.
أما لماذا في مزود؟
- لأنه هو الزاد أو الخبز الحي.
- مثل الحملان كما سبق القول.
- وسط الحيوانات التي كانت تُقدم كذبائح.
فكرة التبني من خلال بنوة السيد المسيح للآب:
(غلاطية 3: 26، 27) "لأنكم جميعًا أبناء الله بالإيمان بيسوع المسيح لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح". - صار لنا بالتجسد الميراث المُعطى للقديسين. القديس أغسطينوس "أنظروا كيف تنازل الخالق إذ أخذ طبيعتنا فدعانا لنشارك مجد القديسين".
- أعطانا جسده الذي أخذه من العذراء لنحيا به من خلال التناول.
البُعد الروحى
جاء الرب مصدر للفضائل مثل:
- الصبر: انتظار الله خمس ألاف وخمسمائة سنة للوقت ملئ الزمان.
- الاتضاع: مولود المزود مزود حقير وولد كفقير. يراه الفقير فيتعزى ويراه الغنى فيتعظ.
- التسبيح: كما سبح الملائكة في ميلاده العجيب (المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة).
- فضيلة السلام والمصالحة مع الله والناس والنفس.
البُعد الطقسي
بدون مزامير:
- يقدم الحمل بدون مزامير للتركيز على الحدث.
- الفترة من 29 كيهك حتى عيد الختان فرح دائم فترة مستمرة.
برامون:
العيد له برامون أي استعداد بالصوم والبرامون مثل الصوم الكبير ليس به أكل سمك.
إبصاليات خاصة:
العيد له إبصاليات خاصة تتلى في التسبحة.
ألحان مميزة:
سواء في الهيتنيات أو المحير أو (الأسباسموس - قبل قبلوا بعضكم بعضا)
كل فصول القراءات:
تعبر عن نداء البشرية للمخلص المزمور يقول:
"الله ظاهر في اليهودية وعظيم هو اسمه في إسرائيل.
معك الرئاسة في يوم قوتك في بهاء القديسين" يؤكد لاهوته.
منقول من موقع st-takla.org