

وأيضاً هناك شارع يسمى بالخندق فى حى دير الملاك حتى وقتنا هذا.
أما قرية الخندق فقد خربت فى سنة 1404م ورحل أهلها منها وبقى عامر منها إلى اليوم كنيسة الملاك ميخائيل كشاهد وحيد لوجودها.

مما سبق نستنتج أن الكنيستان - الملاك والأنبا رويس - قد هدما وهو ماذكره المقريزى أيضاً أن الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله هدمت فى عهده كنيسة الملاك ضمن كنائس أخرى كثيرة فى 14 أغسطس 1009م
ويذكر المؤرخ القبطى أنبا ميخائيل أسقف تنيس عن الخليفة الظاهر 1021-1036م والذى تولى الملك بعد أبيه الحاكم بأمر الله: "وكان فى أيامه هدوء وسلامه عظيمة وأقام ملكاً ستة عشر سنة ملكاً . . وبنيت البيع فى أيامه حتى أعيدت لما كانت عليها وأفضل، ولم يزل البنا والعمارة متصلة إلى السنة التى كتبت فيها هذه السيرة وهى سنة سبع ماية سبعة وستين للشهدا = 1051م"
وعلى مانرى من هذه الدراسة التاريخية أن عمارة هذه الكنيسة ثانية كان فى ذلك الوقت كما هو واضح من سياق الاحداث التاريخية.



ويوجد بمدخل الكنيسة ألواح رخام بلغات مختلفة منها العربية والقبطية تؤرخ هذا بعد أبانا الذى فى السموات.

ويصف على باشا مبارك القصر فى كتابه الخطط التوفيقية 1888م فيقول:
"فإنه - القصر - يشرف من الجهة البحرية على الحقول الممتدة لجهة القبة ومن الجهة الشرقية على الحدائق والحقول الممتدة لجهة العباسية ومن الجهتين القبلية والغربية على حدية الدير. ولحسن موقع هذا الدير يهرع اليه المسيحيون من كل جنس للزيارة والتروح من أماكنة المشرفة على الرياض والحقول الرائقة. وله مواسم حافلة كل سنة منها عيد الصليب فى السابع عشر من توت وعيد الملاك ميخائيل فى الثانى عشر من بؤونة وهناك يجتمع كثير من الأمة من القاهرة والجهات القريبة للزيارة والصلاة والنزهة ويسمى هذا الدير دير الفرح" مميزاً له عن دير الأنبارويس الذى كان يدفن فيه الأقباط موتاهم قديماً إلى أن أبطل فى 25 ديسمبر 1928 وعرف بدير الحزن.
وهناك شارع أسمه شارع القصر (قصر البطريرك سابقاً) فى حى دير الملاك حتى وقتنا هذا.

أثار خرجت مع هدم الكنيسة فى 1893 ولم تعد إليها:

أ. أيقونة للسيدة العذراء جالسة على كرسى وحولها الملاكان ميخائيل وغبريال بمقصورة بكنيسة الشهيد إستفانوس وهى الصغيرة بالبطريركية القديمة بالأزبكية بالركن الغربى منها عملت فى سنة 1495ش (78/1779م) بإهتمام المعلم حنا جرجس الخنانى.
ب. أيقونتان قديمتان بحجم كبير بكنيسة القديسة دميانة ببولاق مصر شارع الصحافة.
أثار خرجت من الكنيسة إلى المتحف القبطى فى سنة 1909:

أ. صندوق بشارة من الفضة.
ب. صليب فضة.

أسماء الكنيسة على مدار التاريخ
الخندق:

ذكر مخطوط عن أسماء الكنائس يرجع إلى نحو أواخر القرن 13م وذكر إسم الكنيسة بهذا النص: "ميخاييل بالخندق"
الخندق الفوقانى:

فى خلال القرنان الخامس عشر والسادس عشر حدثت إضافة للصيغة الجغرافية لاسم الكنيسة فأصبح يقال إنها "بالخندق الفوقانى" تمييزاً لها عن دير الخندق الاخر الذى كان يسمى "بالخندق التحتانى" أو "الخندق السفلى" (وهو اليوم دير الانبا رويس)
وأقدم صيغة ترجع إلى عام 1461م: وفيه عمل الميرون المقدس وحضره عدد من الأباء الكهنة بمحروستى مصر والقاهرة - وذكر بيعهم . . . كنيسة الملاك بالخندق الفوقانى.
وثانى صيغة تعتبر أقدم وقفية ذكر فيها إسم الكنيسة على مخطوط بالكنيسة ويرجع نسخه الى 2 ديسمبر 1594م وجاء فيها "على بيعة الملاك الجليل بالخندق الفوقانى وقفاً مؤبداً وحبساً مخلداً"
الخندق البحرى:

إبتداء من أوائل القرن 17م بدأ يظهر لفظ "البحرى" ملاصقاً وتابعاً لصيغة اسم الكنيسة فى تدرج من "بحرى مصر" إلى "بالوجه البحرى" إلى "الخندق البحرى".
- وقفية فى 4 مايو 1620م جاء فيها:
"وقفاً موبداً وحبساً مخلداً على بيعت الملاك الجليل الطاهر ميخاييل رييس قوات أجناد السموات، بحرى المحروسة شرق الزاوية الحمره بجانب الشيخ الدمرداشى"
- مخطوط 17 ديسمبر 1638م:
وكان المهتم به "الناظر ببيعة الملاك الجليل ميخاييل بالوجه البحرى"
- مخطوط 5 نوفمبر 1649م:
"لأجل بيعة الملاك ميخاييل بالخندق البحرى"
دير الملاك البحرى:

أقدم صيغة عثر عليها يرجع إلى النصف الثانى من القرن 17م.
ويجب إيضاح أن الكنيسة لم تكن يوماً من أديرة الرهبان ولكن سميت بـ (دير) لسببين:
أ. فى جميع الحجج والوقفيات قديما كان يكتب "دير" وليس "كنيسة" أو "بيعة".
ب. فى العمارة القديمة فى العصر العربى، نجد أن العرب من باب التعميم أطلقوا على كل مبنى له سور ويطل ما فيه على فناء داخلى إسم "دير" (لأنه يدارى ما بداخله) ولم يفرقوا ما بين سور حول كنيسة أو حول دير رهبان.
أما التسمية بالبحرى فهو لثلاث أسباب:
أ. لأن بلدة الخندق كانت فى العصر العربى تتبع أقليم الشرقية ثم تتبعت لضواحى القاهرة وهذان الأقليمان كانا قائمين فى الوجه البحرى.
ب. لأن بيعة الملاك ميخائيل كانت وماتزال تقع بحرى دير الست السيدة الذى عرف بأبو رويس.
ج. لأن الاسم مع توالى العصور أصبح يميز ما بين كنيسة الملاك البحرى الواقعة فى شمال مدينة القاهرة وكنيسة الملاك القبلى الواقعة فى جنوب القاهرة فى مصر القديمة. فأصبح الملاك ميخائيل هو حارس شعب المدينة فى شمالها (بحريها) وفى جنوبها (قبليها).

من كتاب تاريخ كنيسة الملاك ميخائيل البحرى بحدائق القبة - القاهرة
تقديم: نيافة الأنبا موسى - الأسقف العام.
للباحث: نبيه كامل داود - مدرس تاريخ الكنيسة بالأكليريكية.